قصص

مذكرات ديلان

مذكرات ديلان المُدرِّسة بتاعته بصَّتلي بقلق، وقالِت: “فيه واحِد شكله غريب أوي حاوِل ياخُد ديلان من المدرسة النهاردة”.
سألتها بقلق أكتر: “معرِفتوش هو مين؟”.
قالِت لي: “قال إنه أخوه الكبير!”.
قُلتلها برُعب: “بس.. بس ديلان معندوش إخوات أصلًا!”.
ردَّت عليَّا وقالِت: “ما عشان إحنا عارفين دا كويِّس.. حسينا إن فيه حاجة غلط!”.
سألتها: “تقدري تقوليلي شكله إيه؟”.
“بُص.. هو راجِل طويل ورُفيَّع، شعره أسود، وشكله في أواخِر التلاتينات، أو يمكِن حتى يكون في أوائِل الأربعينات. المُشكِلة إنه عارِف عنوانكُم، واسم ديلان بالكامِل، وتاريخ ميلاده، وحتى فصله. ولمَّا قلقت ورُحت أبلَّغ المُدير.. رجعت لقيته اختفى!”.
الكلام دا حَصَل وقت المرواح، كُل الأهالي جُم خدوا أولادهم. مكُنتش عارِف المفروض أرُد عليها أقول لها إيه، فخدت نفس عميق.. ووقفت أبُص للملعب الكبير اللي قُصاد البوابة. وبعدين خدت بالي من حاجة مُهِمة، فسألتها بخوف: “وديلان فين دلوقتي؟”.
شاورت جوا المدرسة وقالتلي: “في مكتب المُديرة.. تعالى معايا”.
مشيت وراها في شوية ممرَّات لحَد ما وصلنا لمكتب المُديرة.
وهناك.. لقيت ابني ديلان اللي عنده تَمَن سنين قاعِد على الكنبة، ثابِت زي التمثال. أما المُديرة فكانِت قاعدة ورا مكتبها ومشغولة في الكلام مع ظابِط شاب.
قُلتله وأنا بحاوِل أبان هادي عشان ميخافش: “ديلان؟ إنت كويِّس؟”.
بصلي من غير ما يُرد ولا يتحرَّك من مكانه.
عمومًا هو ديلان كدا طول عُمره، هادي ومبيتكلِّمش كتير. من بعد وفاة والدته، أنجي، اللي ماتِت في حادثة من سنة فاتِت، حياتنا كُلها إتغيَّرِت. كانِت راكبة العجلة بتاعتها، وواحِد خبطها بعربيته قتلها، وللأسف.. معرفناش هو مين لحَد دلوقتي!
مش هكدِب عليكم، الفترة دي دمَّرتني، بس أنا حاولت.. والله حاولت أتماسَك وأبقى قوي عشان خاطِر ديلان. بس دايمًا كُنت شاكِك، وبسأل نفسي: هو أنا أب كويس؟ والإجابة كانِت دايمًا: الله أعلم! لإن ديلان من بعد الحادثة وهو بقى انطوائي ومبيتكلِّمش إلا لو حد سأله على حاجة.
الظابِط إتأكِّد الأول إني والده، وبعدين سألني كام سؤال، ووعدني إنهم هيحاولوا يلاقوا الراجِل ده، وكمان وصَّاني لو شُفناه تاني.. ضروري نبلَّغ فورًا. المُديرة والمُدرِّسة كمان قالوا كلام كتير أوي، لكِن كُل اللي فاكره إني كُنت مرعوب، وجسمي كُله بيترعش، ومش قادِر أصدَّق إن فيه حد حاوِل يخطف ابني!
المُدرِّسة سألته: “إنت كُنت تعرَف الراجل دا يا ديلان؟”.
هز راسه إن لأ.
لكِن بعد اليوم ده، وأنا على أعصابي طول الوقت. ديلان كُل حاجة في حياتي، ومش قادِر أبدًا أتحمِّل فكرة إنه مُمكِن يكون في أي خطر. وأصلًا يعني مين الراجِل ده؟ وليه عايز يخطَف ابني؟ وهل هو يعرفنا؟ ولا دي مُجرَّد صُدفة؟
بعدها بأسبوعين نفس المُدرِّسة كلِّمتني تاني، والمرَّة دي قالتلي أن حد من الأولاد التانيين شاف ديلان بيتكلِّم مع راجل غريب من ورا سور المدرسة. وبدون تفكير جرى على المُدرِّسة فورًا، وعلى ما راحِت تشوف ديلان بيكلِّم مين.. كان الراجِل اختفى. ولمَّا سألوه، قال إنه مكانش بيكلِّم حد. بس الولد اللي شافه كان مُتأكِّد إنه شافه بيتكلِّم مع راجِل طويل ورُفيَّع وشعره أسود. ولمَّا اتَّصلوا بالبوليس تاني، الظُبَّاط جُم ودوَّروا حوالين المدرسة.. بس ملقوش ليه أي أثر.
اليوم دا قرَّرت أتكلِّم مع ديلان وإحنا بنتعشَّى.
قُلت له: “بُص.. أنا مش هزعَّق لك، بس ضروري تقولِّي الحقيقة، إنت كُنت بتتكلِّم مع راجِل غريب النهاردة؟ آه أو لأ!”.
هز كتفه ومردِّش عليا. محاولة الكلام مع ديلان كُل مدى بتبقى أصعب من الأول.
قُلتله بيأس: “كام مرَّة قُلنا بلاش تتكلِّم مع ناس غريبة؟ ده عشان سلامتك، فاهم؟”.
هز راسه، وشكله كان متوتِّر شوية. لاحظت إني كُنت علِّيت صوتي عليه شوية، وحسيت بالذنب فورًا.
أنا كنت تعبان، ومنمتش إمبارح غير ساعتين بس. عشان كدا سيبته ورحت عشان أنام.
بعد نُص الليل، حوالي الساعة اتنين الصبح، صحيت وقُمت أروح الحمام. فكَّرت أعدِّي على أوضته أتطمِّن عليه.
بس ديلان مكانش في أوضته!
ندهت عليه ودوَّرت في كل مكان في البيت. دوَّرت حتى في الأماكن اللي عُمره ما هيعرَف يتدارى فيها، كُنت خايف جدًا. خرجت برة، وفضلت أصرَّخ باسمه زي المجنون. ولمَّا رجعت البيت، وكُنت خلاص هتصل بالبوليس.
لقيته قاعِد على سريره، صاحي وبيبص لي باستغراب!
قلبي ارتاح وإتطمِّنت إنه بخير، بس سألته بقلق: “إنت كُنت فين؟”.
“كنت هنا”.
“لأ، مكُنتِش هنا. أنا دوَّرت عليك في كل مكان.. وإنت مكُنتِش هنا”.
“لأ.. كُنت هنا”.
وقفت شوية مش فاهم، بس قلتله وعيني على شباك أوضته اللي كان مفتوح: “متخرُجش من أوضتك، وبلاش تخوِّفني بالشكل دا تاني.”
***
بعد حوالي سنة من الكلام ده، سمعت صوت خبط على باب شقتنا. كنت قاعد في البيت بخلَّص شوية شغل، وديلان كان في أوضته بيلعب. أول ما سمعت الخبط، إتوترت شويَّة. ببساطة عشان مكُنتِش متعوِّد إن حد يخبَّط علينا. بصيت من العين السحرية، ومكانش فيه حد!
رجعت مكاني وأنا فاكر إني يمكِن بيتهيألي. بس قبل ما أقعُد ورا مكتبي، سمعت صوت الخبط تاني.
فيه حاجة مش طبيعيَّة بتحصَل!
رُحت بصِّيت من العين السحرية تاني، بس برضه مكانش فيه حد! كتبت رسالة لجاري اللي أدامي: “إنت اللي خبَّطت على الباب؟”.
خد شوية وقت، وبعدين رد عليَّا برسالة غريبة!
“متفتحش الباب! فيه واحد بره ماسِك سكينة كبيرة.. ومستخبي جنب الباب!”.
لحظات.. وبعتلي رسالة تانية.
“أنا بكلِّم الشرطة دلوقتي! إوعى تخرُج!”.
ساعتها إتجمِّدت مكاني، والدم نشف في عروقي. ومكُنتش قادِر أتحرَّك خطوة!
لما بدأت أفوق، مشيت على طراطيف صوابعي ناحية أوضة ديلان، وهمست له بخوف: “خليك في أوضتك.. وإوعى تعمِل صوت!”.
عمري ما حسِّيت قلبي بيدُق بالسُرعة دي قبل كده. ديلان بص لي ورفع حواجبه، بس أنا قفلت باب أوضته بهدوء ووقفت بره. كُنت حاسِس إني على وشك إنه يغمى عليا من الخوف. البيت كُله غرق في هدوء تام، لدرجة إني كنت سامع الهمس اللي جاي من شقة جاري اللي أدامي!
بصيت تاني في الرسائل اللي جاتلي من جاري عشان أتأكِّد إني مش بيتهيألي. مشيت على طراطيف صوابعي للمطبخ، وخدت سكينة من هناك، ورجعت وقفت قدام أوضة ديلان، وأنا مستني المجنون اللي بره يكسَر علينا الباب في أي لحظة. فضلت أدعي ربنا وأنا مفيش في دماغي غير حاجة واحدة بس.. إني خايف على ديلان!
الدقايق عدَّت كإنها سنين! سمعت صوت عربيات الشُرطة من بعيد، وبدأ قلبي يهدا شوية. سبت السكينة من إيدي. وبعدها سمعت صوت صريخ، وخطوات، وصوت خبط خفيف بعيد.
بعدها سمعت حد بيقول بصوت عالي: “افتح.. إحنا الشُرطة!”.
بصِّيت من العين السحرية عشان أتأكد إنه فعلاً ضابط، وفتحت الباب وأنا لسَّه ماسِك السكينة في إيدي.
الضباط كانوا متطمِّنين جدًا، وقالولي إنهم قبضوا على راجِل طويل ورفيع وشعره أسود، كان واقِف مستني أي حد من البيت يفتح له الباب. دا غير إنه كان ماسِك سكينة كبيرة. إيه اللي كان هيعمله في أول شخص يفتَح الباب؟ أكيد تقدر تتخيَّل.
إتَّضَح بقى إن الراجل ده كان اسمه «جريجوري». قالوا إنه من النوع اللي بيتنقل من مكان للتاني، ملوش عنوان ثابت، متعوِّد يسافِر بين الولايات، ويرتكِب جرايم صغيرة زي السرقة والتـ.ـحـ.ـرُّش وأحيانًا الاعـ.ـتـ.ـداء على الأطفـ.ـال. ولما دوَّروا على اسمه، اكتشفوا إنه كان متورَّط في جريمة قتل بشعة في ولاية تانية، وفي النهاية اتحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
عمري ما أتمنى لحَد يعيش الرعب اللي أنا عِشته اليوم ده، بس للأسف الحاجات دي بتحصَل، إحنا مش في الجنة! والآثار النفسية اللي سببتها الحادثة دي فيا.. عمري ما نسيتها.
لكِني أعرف ناس عاشوا كوابيس شبهها، وللأسف مخرجوش منها عايشين، فيعني الحمد لله إني كنت محظوظ. وقصتي انتهت نهاية سعيدة! المجرم دخل السجن، وأنا وابني بخير!
لكن كان فيه جانب تاني للقصَّة، جانِب اكتشفته بعد الحادثة بعشر سنين!
***
ديلان كان خلاص هيبدأ الكلية، ودي كانت أول مرة هيعيش فيها بعيد عن البيت. خلاص ديلان بقى شاب مُحترم، وقوي، وعنده صُحاب كتير، وبيسمَع الكلام، بس ما زال هادي وساكِت على طول.
وأنا بساعده يجهِز حاجته وبروَّق أوضته، لقيت كراسة قديمة في دُرج متداري؛ مكتوب عليها «مذكرات ديلان».
مكُنتش ناوي أبقى مُتطفِل والله، بس فضولي غلبني، وفتحتها.. وبدأت أقرا.
كان كاتِب فيها كلام كتير أوي، بخط مُنظَّم بشكل مُذهِل. ودا كان غريب فعلًا، لإنه طول عُمره قليل الكلام، وأعتقِد إن دي كانِت فُرصتي الوحيدة عشان أفهَم إيه اللي بيدور في دماغ ابني!
عشان كدا.. بدأت قراية من أول صفحة.
الصفحة الأولى:
«بيت كودي الساعة حداشر الصُبح.. لازم يرجع لي الجاكيت بتاعي.»
وتحت الجُملة دي.. كان فيه شوية رسومات غريبة لأطفال تانيين!
الصفحة التانية:
«محتاج كتاب الإنجليزي الأسبوع الجاي. هبقى أسأل إيمي لو معاها كِتاب زيادة».
قلبت الصفحات، وكانت مليانة حاجات عادية جدًا.. يوميات طِفل في ابتدائي، مع شوية شخابيط ورسومات.
كُل شيء كان عادي لحد ما وصلت لصفحة (٢١)!
صفحة (٢١):
«ليه بابا بيتكلِّم كتير كده؟ دا حتى مش عايز يشتري لي إكس بوكس. وكمان مش بيسمَح لي أنام عند كودي. واضِح إن مفيش فايدة من الكلام معاه. أنا بكرهه!».
قلبي وجعني أوي. أنا فاكِر اليوم ده كويس جدًا، وفورًا.. حسيت بالندم.
قلبت الصفحة.
صفحة (٢٢):
«شوفت جريج النهاردة. قالِّي إنه يقدر يساعدني أخلَص من أبويا، بس أنا قلتله إنه كدَّاب، اتضايق وقالِّي إنه عملها قبل كده، وإنهم اتكلِّموا عنه في الأخبار، بس محدِّش قدر يوصلُّه».
حاولت أستوعِب اللي بقراه. رجعت أقلِّب في الصفحات اللي فاتت. دي أول مرَّة يتكلِّم فيها عن جريج. جسمي بدأ يترعش، وبدأت أعرق، لكِن كمِّلت قراية.
صفحة (٢٣):
«خطَّطنا أنا وجريج نخلَص من أبويا، بس النهاردة شافوني وأنا بكلِّمه. مس واتفورد.. الست العجوزة الغبيَّة فضلت تسألني عنه، وبعدها خدوني عند المُديرة تاني. بيتهيألي كاتي شافِت جريج وفتنِت عليَّا. لازم آخُد بالي أكتر من كِدا».
بعد كِدا كام صفحة فاضية، وبعدين شوية صفحات فيها حبّة مُلاحظات عشوائية لنفسه. وبعدين بدأ يكمِّل القصة.
صفحة (٤١):
في نُص الصفحة، كتب كلمة (الخطة) بخط كبير، وتحتها رسمتين.
الرسمة الأولى لراجل واقِف قدام باب، وماسِك سكينة، وبيضحك. وفيه راجِل تاني واقف ورا الباب، وبيستعِد عشان يفتح.
أما الرسم التاني كان للراجِل الأولاني بيقتل التاني بالسكينة.
صفحة (٤٢):
«جريج جه البيت، ووريته خطتي. قالِّي إنها ذكيَّة جدًا، وإنه يقدَر ينفذها. بس تقريبًا اتقفشنا، واضطريت أرجع سريري في آخر لحظة. قالِّي إنه هيجيب المطلوب من بيته.. أعتقِد إنها قرَّبِت خلاص!».
صفحة (٤٣):
«جريج فشل، ودلوقتي محبوس. اللي مش قادِر أفهمه.. ليه بابا ما فتحش الباب لما جريج خبَّط؟ كِدا خلاص.. كل حاجة باظت».
الصفحة (٤٤):
«نفسي بابا يسكُت.. هو مبيسكُتش ليه؟».
قلبت بقية الدفتر، بس خلاص.. كُل الصفحات كانِت فاضية، ودي كانِت آخر صفحة مكتوبة.
قريت المُذكِّرات أكتر من مرَّة، وقعدت أفكَّر أعمل إيه دلوقتي؟
عمري ما تخيَّلت إن ديلان بيفكَّر بالطريقة دي! كُنت متلخبَط ومصدوم، عشان كدا قرَّرت أعمِل نفسي مقريتش حاجة. لكن يوم ما خلاص كان هيسافِر للكلية، مقدرتش أمسِك نفسي أكتر من كدا.
كان واقف قدام الباب جاهز يروح المحطة، شنطته على ظهره وشنطة السفر جنبه.
سألته: “ديلان، وإنت صُغيَّر، هل عُمري عملت حاجة ضايقتك؟ تقدر تقولي الحقيقة وأوعِدك مش هزعَل منَّك”.
رد عليَّا: “لأ، بتسأل ليه؟”.
طلعت المُذكِّرات ومسكتها أدامُه. للحظة.. بان عليه الخوف، وشفت ملامحه بتتغيَّر.
قُلتله: “بُص.. أنا مش هلومَك على أي حاجة، فمش عايزك تقلَق. إنت عارف إني بحبك، وأنا عارِف إنَّك كُنت صُغيَّر وقتها، وكنت ضحية واحِد مريض. وبعدين ده حصل من زمان. كل اللي عايز أعرفه هو إيه اللي حصل عشان تخطَّط للحاجات دي؟ وأوعِدك.. هنعدِّي الموضوع.”
فجأة.. الخوف اللي على وشه داب، وبصلي بصَّة مُرعِبة وهو بيقول: “لا إنت، ولا ماما عملتوا حاجة غلط”.
فتحت بُقي عشان أسأله يقصُد إيه، لكِن سكت تاني لمَّا شُفت ابتسامته بتكبَر وتتحوِّل لابتسامة واسعة. بص في عينيا بثبات، وفضلنا ساكتين ثواني.
سألته بخوف: “هو أنا لو دوَّرت ولقيت كراسة تانية زي دي، هلاقي فيها خطَّة لقتل ماما؟”.
ومن غير ما يتردِّد ثانية، قال: “آه، ونصيحة.. متدوَّرش! مش هيعجبَك اللي هتلاقيه!”. وبعدها خد شنطته، وخرج من البيت!
الكلام دا حَصَل من سنتين.. بس عُمري ما سامحته. كل ليلة بفكَّر قبل ما أنام: هو اتولد كده؟ ولا ده بسبب حاجة أنا عملتها؟ متكلمناش من ساعتها، ولا هو رجع البيت.
من يومها محاوِلش يتواصل معايا، وبصراحة.. أنا كمان معملتش كده. بس من بوستاته على الفيسبوك، شكله ماشي كويس في الكلية، وعنده صحاب كتير، فمتوقع إنه لقى مكان لنفسه أو ساكن مع حد منهم.
أحيانًا بسأل نفسي: يا ترى حد منهم هيكتشف حقيقته في يوم من الأيام؟
بس للأمانة.. مش هلومهم لو مكتشفوش الحقيقة. لأن في النهاية، أنا نفسي معرفتش حقيقة ابني، رغم إني ربيته تمنتاشَر سنة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى